الثلاثاء، 29 يناير 2008

مقـاله لـ الـدكــتــور الوقــيـــان

هـذي اول مواضيعي بـ المدونه واتمنى اشوف تعليقاتكم عليها
مــقاله جميله لـ الدكتور فارس الوقيان بـ جريدة أوان
إليكم المقاله :
طفت على الساحة الإعلامية في الآونة الأخيرة في الكويت، نقاشات وكتابات حول جدلية القبيلة والدولة، علاقة أبناء الحاضرة بأبناء البادية، ثقافة البحر وثقافة الصحراء، وفي كل مرة تتصدر ملفات مجتمعية مهمة من مثل ملف التجنيس، إسقاط القروض، الاستجوابات الحساسة لبعض وزراء ما يسمى بالصفوة المجتمعية، قضية البدون، تعديل الدوائر..إلخ،
وكعناوين رئيسة للمشهد السياسي، تنحرف الأحاديث والمقولات، من شان إداري، قانوني، فني محض، إلى أحاديث مجتمعية عميقة، تتعلق بالثقافة والهوية والذات الفئوية، وكأن الكويتيين، بسبب منظومة التفكير المشتتة والتائهة، لديهم رغبة جامحة في إعادة اكتشاف ذواتهم، ومعرفة هويتهم الطبقية والقبلية والمذهبية، وغالبية تلك الاستفهامات والتساؤلات تتمحور حول أسئلة بديهية على شاكلة:
من نحن؟ ومن هم الحريصون على مصلحة الوطن أكثر من غيرهم؟
ما أسباب ودوافع الاختلاف مع الأخر؟
ما هي مفاصل التمايزات المجتمعية والمناطقية والثقافية في الكويت؟
وهل هناك بالفعل خصوصيات ثقافية قاطعة بين بدو وحضر، وسنة وشيعة، وعرب وعجم؟
ولماذا يتغير مجرى الأحداث والحوارات الديموقراطية تحت قبة البرلمان والمنتديات العلمية والأكاديمية، إلى نوع من أنواع التمترس الفئوي والطائفي البغيض؟
هل يقاس بالفعل منسوب الوطنية والانتماء وفقا لترمومتر زمني، مرتبط بتوطن هذه الفئة قبل غيرها على الأرض الكويتية، ووصول بعير جد عبيد قبل بعير جد زيد لآبار المياه في الكويت، أم أن المسألة كلها لا تعدو كونها، مسألة كيفية، متعلقة بالأهلية والكفاءة وحجم التضحية، بصورة مجردة من المعايير التاريخية وقدم الوجود؟


تلك التساؤلات الكبرى، الصعبة السهلة، الأيديولوجية المعرفية، وأحيانا تكون تلقائية، وبعض الأحيان مخاتلة مراوغة، التي تعود بنا الى الجذور، الى بدايات الهوية والأنا الثقافي، كانت على مدى زمن طويل، محل صمت رهيب في الكويت، وفي منأى عن التداول الشعبي والمعرفي، للباحثين والمختصين من ذوي الذوات المفكرة، لأن من ينقب فيها او يثيرها من تحت الركام كمن يسير على رمال متحركة، أو فوق حقل ألغام، وباستثناء إسهامات تاريخية عميقة لمفكر أصيل كمحمد الرميحي، وسلسلة مقالات فكرية رائعة للزميل خليل حيدر في صحيفة الوطن، تركت الساحة الفكرية في الكويت، خاوية ومشرعة لعبث بعض السياسيين الهواة وأنصاف الصحافيين، ممن يريدون الحصول على مجد غير موجود إلا في مخيلتهم، أو فتات من الخردة هنا وصفقة تجارية هناك، نظير لعبهم دور البطل الفئوي، ورأس الحربة الإعلامي، فلنسمه ما نسميه حتى محارب طواحين الهواء الكويتي،
1 – ثقافة أصلية فرعية...أم مجرد ثقافة تعددية؟

بعد أن يفصل الزميل خليل حيدر إشكاليات الكتّاب والمثقفين في الوسط القبلي يلخصها إلى ثلاث فئات: ( انقسامه بين عالمين تبني الهموم القبلية وتبني الأولويات الوطنية، عدم القدرة على مصارحة الناس والجماعة القبلية من حوله بسلبياتهم، أنه لم يعد سيد الموقف واللاعب الوحيد بل هناك جماعات حزبية وأموال وزعامات قبلية وبرلمانية جبارة تلعب الورقة القبلية لأهداف وغايات)، ويضمّن تحليلاته وتفسيراته تشبيه الثقافة الحضرية بالأصلية، والثقافة القبلية في منظومة القيم الفكرية والاجتماعية بالثقافة الفرعية في الكويت التي تؤدي لانقسام حياة المثقف بين العام والخاص، بين مشكلات القبيلة والطائفة وقضايا المجتمع والدولة بشكل عام، وهو الذي نجده في دول عديدة: الأقباط في مصر، الأكراد في العراق وتركيا، الأتراك في إيران، العرب في أوروبا والولايات المتحدة، فكل هؤلاء ينتمون في الواقع إلى ثقافات فرعية في مجتمعاتهم.

بالنسبة إلي، لا أجد في أنموذج الثقافة الفرعية للقبيلة في الكويت، ما يمتلك مكونات التشبيه والمقارنة والتماهي، مع تلك النماذج المذكورة في حالة الأقباط والأكراد والجاليات الإسلامية والعربية في الغرب، وذلك لأسباب عدة على رأسها، أن منظومة القيم الحضرية والقبلية لا تقوم على أنساق لغوية وعرقية ودينية متغايرة أو متنافرة، بل تضمها في عموميتها بيئة عرقية (عربية)، دينية (إسلامية)، ولغوية (عربية) موحدة ومنسجمة، وذلك على خلاف ذلك التمايز القطعي التام في العراق (أكراد وعرب، أكراد وترك) ديني (أقباط أرثوذكس ومسلمين في مصر)، ديني وعرقي (العرب المسلمون في أوروبا والولايات المتحدة)، وكما أن التشبيه ذو علاقة عضوية بطبيعة النظام السياسي والتقاليد التي تحدد علاقة الدولة بأقلياتها، بثقافاتها، فباستثناء المثال الأوروبي الأميركي، نجد أن الأمثلة المذكورة، تحتضنها أنظمة، إما عقائدية محض تقوم على منظومة أفكار دينية إيديولوجية، أو على نفوذ المؤسسة العسكرية كصمام أمان للاستقرار المجتمعي والسياسي، أو نظام الحزب الواحد، وفي خضم المواجهات والحروب الأهلية، والصراعات الدامية كان لطبيعة النظام السياسي الدور الحاسم في إعادة مناخ الاستقرار الوقتي المرحلي، لتعايش تلك الثقافات المجتمعية، في حين تبقي مكونات النزاع مفتوحة لكافة الاحتمالات المستقبلية، ما لم يكن هناك مشروعات سياسية أو إنسانية عملاقة تهتك مكونات الصراع ذاتها، ففي المجتمع الكويتي، في عهد دولة دستورية ديموقراطية، تتلاشى كثير من المخاوف والهواجس الموجودة لدى أبناء تلك الأقليات المذكورة، ومما يدل على ذلك، سيناريو النزاع الأهلي المنظم للثقافات ذات الخصوصية مستبعد، كما أن الكويت ليست بحاجة لمشروع سياسي يغير من ملامح الدولة، بل مجرد تفعيل مواد الدستور، وإحياء قيم العدالة والمساواة والتنظيم السياسي والمدني منه.

أما في عالم الديموقراطيات العريقة، فإن أنظمتها تقوم على مفاهيم العلمانية والتعايش المدني والسلمي، ومؤسسات المجتمع المدني المرتكزة على قيم المواطنة وحقوق الإنسان وغيرها، لذلك هناك إشكالية تمايز حضاري ديني تاريخي، ترجع جذوره إذا أردنا لموروث ما خلفته الحروب الصليبية من أضغان تغذيها بعض الرموز العنصرية والمتطرفة بين الفريقين، يجد ضالته واستمراريته، في كثير من الأحداث الراهنة، مثل غزوة الحادي عشر من سبتمبر في مانهاتن، قضية الحجاب والضواحي في فرنسا، أو حتى مسألة قبول تركيا الاسلامية في منظومة الاتحاد الأوروبي، كما أن الجاليات العربية الإسلامية المقيمة هناك في المجتمعات الغربية، لديها أزمة تعايش واندماج في منظومة قيم علمانية متحررة من المكون الديني والإيديولوجي، فهي بمحاولتها نقل مورثها الديني والقيمي معها في تلك المجتمعات بصورة موازية للدولة العلمانية، ينظر لها بعض سياسي ومفكري تلك البلدان، على أنها محاولة لتحدي القواعد السياسية والقانونية التي قامت عليها الدولة، وتعود عليها المجتمع، بمعنى تهديد فعلي للهوية الحضارية للمجتمع.

مثلما تقول الحكمة الإغريقية القديمة “أن الشيء الثابت الوحيد في الدنيا هو التغيير” فإن الثقافة مثلها مثل غيرها، ذات طبيعة متغيرة حسب مناخ الزمان والمكان، كما أن البروز والتفوق لا يعتبران خاصية بيولوجية، تعني جماعة دون غيرها، لذلك فإن الثقافة الحضرية ليست ثقافة أصلية، بل هي مجرد ثقافة طرف أو جماعة ضمن معادلة الثقافات الأخرى (قبائلية أو شيعية)، فالثقافة الأصلية هي ثقافة الدولة المركزية، أو الثقافة الوطنية الجامعة لكل ألوان الطيف المجتمعي، التي تجسد في رؤيتها مفاهيم دولة القانون، المواطنة، مؤسسات المجتمع المدني، حقوق الإنسان، ومن هنا يمكننا القول إن المواطن الحضري يشعر بأنه ابن الطبقة أو العائلة أكثر مما يشعر بأنه ابن الدولة، وكذلك هو الحال بالنسبة لابن القبيلة وابن المذهب، فإذا كانت الثقافة الحضرية ثقافة أصلية وطنية فلماذا يشذ بعض ممثليها من الشخصيات العامة ونواب البرلمان عن الإجماع الوطني لكافة الخصوصيات، بل حتى عن أصل الدستورية في كثير من الملفات الوطنية العملاقة، مثل المطالبة بتوحيد درجات الجنسية الكويتية، تجنيس المستحقين من أبناء البدون المقيمين بين ظهرانينا منذ سنة أو خمسة عقود من الزمن، منح حق الاقتراع لأفراد السلك العسكري، خضوع المناصب العليا القيادية لمبدأ تكافؤ الفرص والأهلية الفردية، كسر الاحتكار وفك الحصار عن بعض الهيئات والمجالات والمؤسسات السيادية التي يسيطرون عليها دون غيرهم من الثقافات الأخرى.

إن مسالة الاعتراف بوجود ثقافات تعددية متنوعة تقوم على التوازي، في المجتمع الكويتي ليس فيها تقليل من شان جماعة على حساب أخرى، بل ما يعتبر ظاهرة شاذة مرضية هي صفة التعالي ونزعة الهيمنة المسكونة في خيالات البعض التي تقود لإلغاء الهوية المخالفة، وتبني منظومة ذرائعية تصل إلى حد قلب المفاهيم دون أساس منطقي أصيل، فالأخطاء والأغاليط تزين وتبرر بأي شكل كان، دون التفات لشعور الآخر ما دامت تلك الأخطاء صادرة من الجماعة المتعالية الأصلية، كما تتحول كل حسنات الطرف الآخر الخصم، إلى مساوئ وإخفاقات، ليس هناك ما يبررها! يقول سارتر عن العنف “المرء يشعر بنفسه أنه أكثر من مجرد إنسان حين يتمكن من فرض نفسه ومن جعل الآخرين أدوات تطيع رغبته مما يعطيه لذة لا تضاهى” نأخذ أمثلة، عن ثقافة يشعر بعض أفرادها أكثر من كونهم بشر، فمسألة إسقاط مليارات الدنانير عن بضعة تجار ومضاربين من الثقافة الأصلية الحضرية يؤخذ على أنه عمل وطني عملاق لإنقاذ أبناء الوطن حتى وإن استنزف أموال الدولة، في حين تتحول مسألة إسقاط القروض عن المتعثرين والمتعسرين من ذوي الثقافة القبلية وذوي الدخل المحدود على أنها هدر لميزانية الدولة وأجيال المستقبل، كما أن حصول أبناء الحاضرة على جنسيات أميركية أو أوروبية لا يخرج عن كونه مسألة تباهي وبريستيج وترف مجتمعي، وازدواجية الجنسية لبعض أفراد القبائل، تعتبر استهتارا بقوانين الدولة ونقصا في الولاء وولوجا في شبهة الخيانة والعمالة، وحتى طريقة التعاطي مع شهداء ورجالات الكويت لا تخرج من هذه النظرة الضيقة، فشهداء الثقافة القبائلية الذين سقطوا في حروب الدفاع عن الكويت هم مجرد أناس قاموا بواجبهم الذي يمليه عليهم ضميرهم، فهي مسألة ضمير وواجب فقط لا يكافؤون عليه، في حين أن الحيرة سيدة الموقف لأموات البيئة الحضرية، فعلى أي مدرسة أو استاد رياضي شارع عام، قاعة كبرى، يتم اطلاق أسمائهم عليها!.، كما أن استجواب الوزيرة يعتبر من أفراد الصفوة المجتمعية مثلما حصل لوزيرة التربية لأسباب جوهرية متعلقة بانحدار التعليم وسياسة تصفية الحسابات وقضية اعتداءات جنسية وانقطاع صلتها بالجسد التعليمي، ممثلة بجمعية المعلمين والجسد الأكاديمي ممثلة بجمعية أعضاء هيئة التدريس، يعتبر من أفراد الصفوة على أنه استجواب فئوي، قبلي، يتطاول على أهل الكويت وأسرها التاريخية، تجند لمحاربته كل الطاقات البرلمانية والإعلامية والمالية، في حين أن استجواب وزيرة الصحة السابقة لا يعدو كونه حقا دستوريا وممارسة ديموقراطية، ليس لشيء هام
وإنما كون وزيرة الصحة تنتمي لعائلة متواضعة غيــر تجــارية، ولطائفــة شيــعـية
لا تعتبر من الصفوة!!.

هناك 4 تعليقات:

فتى الجبل يقول...

مبروك على المدونة أولا
ثانيا
أحس ان أكو تناقض بين الأشياء اللي يهدف لهل المقال وال nick name اللي ترمز فيه حق مدونتك بالتعليقات اللي تحطها بالمدونات
مادري هل انت تتباهى انك أصيل وفي نفس الوقت تحارب العنصرية؟
مادري؟

أجمل وطـن Q8 يقول...

^^^

الله يبارك فـيـك يالغاالي


بالنسبه للنيك نيم :
الله يعلم اخترته جذيه بدون تفكير نهائيا ، وغيرته قبل جم يوم لان فعلا ماعجبني


وبالنسبه للمقال فـ انا اييدها 100%


بس ماقلتلي شنو رايك فيها ؟

Mohammad Al-Yousifi يقول...

مقال فوق الممتاز

أصاب رمح فارس كبد الحقيقة

مبروك عالمدونة

أجمل وطـن Q8 يقول...

^^^

اهلا " مطقوق"

فعلا مقاله رائعه

والله يبارك فيك يالغاالي